Main Article Content

Abstract

 الأفلاج موروث تاريخي عُمانيّ قديم، أسهم في تشييد الحضارة العُمانيّة. ونظرًا لعدم وجود وثائق تاريخية تؤرخ لنشأة الأفلاج في عُمان، فقد لجأ الإنسان إلى اختلاق الأساطير حولها. وعلى الرغم من ذلك فإن الأفلاج تعبر عن استجابة العُمانيّين لتحدي الطبيعة القاسية، المرتبطة بقلة الأمطار والجفاف. وكان للأفلاج، والنظام المرتبط بها في معظم أنحاء عُمان، الدور الأكبر في نمو العمران والتحضر في القرى والبلدات، والتي بدورها خلقت أنظمة إدارية عملت على تماسك السكان، كما أسهمت في صياغة النظام الاجتماعي في البلدة العُمانيّة، من خلال الممارسات التي كانت مرتبطة، سواء في مراحل حفر الفَلج أو في مراحل توزيع المياه بين المستفيدين؛ فقد كان هناك حرص من الجميع على تحقيق العدالة في الاستفادة من الفَلج كل حسب ما يمتلكه من أسهم فيه. وهذا بدوره خلق مفهوم المسؤولية الجماعية تجاه حماية الفَلج، لاستمرار الحياة في تلك المناطق. كما كان للأفلاج وأنظمتها أثرٌ في تشكل فئات المجتمع، وعلى رأسه فئات كبار الملاك، والتي بنفوذها المالي والاقتصادي أصبحت تتولى الإشراف على الفَلج، والذين عرفوا آنذاك بـ "الجباه"، وهؤلاء كان لهم الدور الأكبر في السلطة الاجتماعية والإدارية في البلدة العُمانيّة. وفي المجال الاقتصادي، فيضاف إلى دور الأفلاج في تنشيط الزراعة وتحسين انتاجها، أن أسهمت كذلك في تحسين المستوى المعيشي لبعض فئات المجتمع من خلال توفير بعض المهن والحرف المرتبطة بالفَلج كمهنة الحفر والصيانة، وكذلك إقامة الرّحى عند سواقي الفلج لطحن الحبوب.


الكلمات المفتاحية: عُمان، فَلج، حياة اجتماعية، الجِباه، تنظيم الفَلج.

Article Details