Main Article Content

Abstract

    مازال الأدب العربيّ القديم يكشف عن كنوز فنيّة بديعة، تبرز غنى التراث العربيّ وحيويته، وتشعّب اتّجاهاته، ومن أهم اكتشافات النصف الأوَّل من القرن العشرين، الأدب الجغرافيّ العربيّ، وهو باب مهمل في الدراسات العربيّة الحديثة للتراث، ويعود الفضل في لفت الانتباه إليه إلى طائفة من المستشرقين الشرقيين والغربيين، في مقدمتهم المستشرق الروسي إغناطيوس كراتشكوفسكي، والمستعرب الفرنسي أندريه ميكيل. وهذا البحث يتغيّا الكشف عن ماهية هذا الجنس الأدبيّ، ويهدف إلى عرض أهمّ أنماطه عبر مراحل تطوّره الطويلة والمتشعّبة، مع التركيز على أهم خصائصه الفنيّة التي جعلت منه شكلا من أشكال الكتابة الأدبيّة لا الكتابة العلميّة، وذلك من خلال كتاب (تاريخ الأدب الجغرافيّ العربيّ لكراتشكوفسكي)، فقد اجتهد هذا المستشرق في جمع مادة زخمة من عدد كبير من المصنّفات العربيّة، وقام بتصنيفها تاريخيًّا؛ لتتجاوز المرحلة المدروسة تسعة قرون كاملة، من القرن الثالث إلى الحادي عشر الهجريين، وهو ما جعل من كتابه مرجعا متميّزا للأدب الجغرافيّ العربيّ. وقد أسهم كراتشكوفسكي في توسيع آفاق الدرس الأدبيّ والنقديّ من خلال توجيه الباحثين المعاصرين إلى حقل الأدب الجغرافيّ العربيّ القديم، فقد كشف عن غنى هذا التراث بالمادة العلمية التي تنتظر إماطة اللثام عن خباياها العلمية والأدبيّة المتميّزة.


الكلمات المفتاحية: الاستشراق؛ كراتشكوفسكي؛ الأدب الجغرافيّ؛ الأنماط؛ الخصائص.

Article Details