Main Article Content

Abstract

      اعترى ملامح الهوية الأندلُسيّة ضمورٌ إبان وقوع الأندلس تحت سلطة المرابطين المغاربة، فباتت الأندلس كأنها ولايةٌ مغربيةٌ، وذلك في نهاية الربع الأخير من القرن الخامس الهجري/ الحادي الميلادي لمَّا أسقط الأمير يوسف بن تاشفين ممالك الطوائف في الأندلس عام (485ه/ 1092)، واستمر المغاربة يحكمون الأندلس حتى هزيمة الموحدين في موقعة العقاب عام (609ه/ 1212م)، وورثوا التركة السياسية للمرابطين في حكم  المغرب والأندلس  معًا، فظل المجتمع في الأندلس طيلة قرن كامل ويزيد يتأثر رويدًا رويدًا بحكامه المغاربة، وهذا ما أثر في سمات هويته التي كانت تميز الهوية الأندلُسيّة، سواءٌ في نظام الحكم والإدارة أو الحياة العلمية أو الاجتماعية، ويتتبع البحث ملامح هذا الضمور الذي لحق بهوية المجتمع الأندلسي التي طالما اعتز بتفردها عن العدوة المغربية، ويرصدها ويبين نتائجها على عادتها الاجتماعية وموروثها التقليدي، وطابعها الثقافيّ والمذهبيّ الذي عرفت به الأندلس منذ قرون، فقد كان المذهب المالكيّ مذهب الدولة الرسميّ حتى  عصر المرابطين، ولكن مع حكم الموحدين تبدل الوضع فأصبح المذهب المالكيّ محاربًا، ومذهب الدولة الرسميّ للخلفاء الموحدين هو الظاهريّ،  ولا مشاحة في أنه يعدُّ أكبر تأثير في الهوية الأندلُسيّة الذي كان من أبرز سماتها مذهب مالك، إزاء محاولات المجتمع الأندلسيّ التماسك أمام الذوبان في منظومة الآخر.   


          الكلمات المفتاحية: الأندلس؛ ملامح؛ الهوية؛ المرابطين؛ الموحدين.    

Article Details